الرئيسية » » نحن الشباب .....................نعم نستطيع

نحن الشباب .....................نعم نستطيع

نحن الشباب .....................نعم نستطيع


أعدت هذه الورقة لأجل فتح نقاش في مرحلة بدأت حمأة الانتخابات تستعر،فينال استعراض أسماء المرشحين حيزا غير يسير من مواضيع المنتديات وتجتذب" أيقونات المرحلة السابقة " الأسماء المعلومة اهتمام السماسرة الذين يجتهدون في صنع المادة الدعائية ورمي شباك الصيد في كل الاتجاهات ،لكن في تغييب تام لطرح  يضع المرحلة موضع التشريح ويبحث في بدائل بخصوصية  وشروط المرحلة القادمة ،يراد للانتخابات القادمة إذن أن تستنسخ سابقاتها ولا تأتي إلا بتجديد العهدة لمن مروا دون حساب ،هذه الورقة توضع بين أيديكم لقراءة وضع بلغت تعقيداته حد اليأس من بلوغ نهاية النفق، لولا بروز شرائح واسعة من المجتمع لا تنظر بعين الرضى للأصناف المطالبة بتجديد عهدتها ، بل ترفضها وتستنفر طاقاتها الشابة المؤهلة لتدبير المرحلة أن تحسم اختياراتها وتضع حدا لمسيرة التردد بدخول غمار التجربة ووضع برامج تلبي طموحات الجماهير.
الورقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
شكلت الانتخابات في الأعراف الديمقراطية مناسبة لتجديد مياه البركة السياسية  باستبدال وجوه بأخرى على قاعدة اختيارات تمليها ظرفيات وأوضاع محددة ، وجوه قد تكون حمالة لبرامج وأفكار أو معتقدات ، امتحنت لفترة أو  فترات ، فتجازى على ما حققته من انجازات  بتجديد الثقة أو تحاسب على ما نكثت من عهود والتزامات وما أخلت به من مقتضيات العقد الذي يربطها بالقواعد التي أمنتها ثقتها ، فتعاقب بالتجريد من تلك الثقة ...
هكذا نتحدث بما يجب أن يكون  في وضع حكمت عليه الجغرافيا السياسية  بالامتثال لضوابط يفترض أن تكون مداخل للتغيير ، وضمنها الانتخابات ،أو على الأرجح نريدها كذلك ، ولذلك سنتطاول تجاسرا لا تطفلا  على عالم صنعت منه مافيا الانتخابات  حتى لا نقول تأدبا "الأعيان" مسرحا لمصادرة الري والإرادة بل والإجهاز على كل إحساس بامتلاك الضمير ، فاستحالت الدائرة الانتخابية سوق نخاسة تباع وتشترى فيه آدمية الإنسان، لان الآدمية لم ولن تكون إلا مرادفا للعقل والضمير والتبصر حين الإقدام على فعل يرهن الأرض والبشر ردحا من الزمن   .
أليس لمناطق أصابها ما أصابنا أن تعلن مناطق منكوبة  ؟أليست شاهدة على استئساد الغربان والضباع منطقتنا ؟
إن الغرابة كل الغرابة في أن تعجز سياسات التهميش لأكثر من نصف قرن عن عزل منطقة وإقبار صوت أهلها وتنتشي الغربان والضباع إياها بسرقة نصر انتزعته الجماهير بنضالاتها واستبسالها ، لتسطو هذه الكائنات البليدة ليس إلا  على ثماره وتركب صهوة مجد  لم تصنعه بل حاربت أهله بالدسيسة والمؤامرة والتنصت والوشاية ، فما اغرب  شدة  وقساوة  نكبة  لم تخلفها براكين الأرض ولا زلازلها ولا حتى اهتزازات  أمواج محيطها حين تغمر اليابسة ، ذلك لان وقع تأثيرها ببساطة مستمر لايزول إلا بزوال رموز التضبيع والتخلف  المتشبعة بصنوف الغرائز الشيطانية من مكر وخداع وغلو في الانتهازية والوصولية  وتنكر لكل موروث المكارم من أخلاق  وطبائع المجتمع الأصيلة ....
تصطف هذه الأشكال اليوم ، كما ظلت دائما ،في خندق تجار الانتخابات . أصناف امتهنت اصطياد الأرباح في الظلام وفي ظرف الأزمات ، تجار حرب حتى في زمن السلم ،مهمتهم الوحيدة  تأبيد  زمن النكبة بمواصلة مناهضة إرهاصات التغيير، فئات لا تستحي من مواجهة الزمن المتغير في عصر التكنولوجيا بقاموس أهوج يمتح من ثقافة القطيع ، إنهم لا يعلمون أن في عالمنا المعاصر تطلب شهادات تعليمية لرعي القطعان  في استراليا، وفي  منطقتنا نساق كالقطعان ومن أناس لا شواهد لهم .
إن نبض المجتمع لا تحسه هذه الكائنات التي احترفت الاسترزاق بمآسيه ،فهاهي تركب حركيته ليس لتقتات فقط من ثمارها بل لإعاقتها وتحريف مسارها . ففي منطقة سطع نجم شبابها منذ نهاية الثمانينات وتلألأ في التسعينات حتى صار الحديث عن اسا الزاك مرادفا لثقافة التجمع والمسيرات والوقفات والبيانات احتجاجا وممانعة لأساليب ومحاولات الالتفاف على حقوق السواد الأعظم من الساكنة ،في هذه المنطقة ومن زخم هذه الحركية يتخرج المناضل الوفي الصادق والواعي بدوره التاريخي ويبرز أيضا الوصولي الطفيلي المتسلق المنتهز لأول سانحة ليغير وجهه قبل معطفه .
إن فلول الانتهازيين تتمترس اليوم  أمام وخلف خندق النخبة المهيمنة من الأميين والجهلة والموصوفين تجنيا بالأعيان ،لأنهم يدركون أن لا مكان لهم ولا دور لهم غير التمسح ببركات وإكراميات أولئك الفاسدين المفلسين أسيادهم  ، يحمل بعضهم شهادات تعلم وشهادة ميلاد تصنفه عمريا من الشباب  ولا يجد حرجا في أن يسوق اسمه أو تجربته الانتخابية نموذجا لفشل لا مبرر له سوى اصطفافه الخاطئ  . وإمعانا في الإفلاس يتقدمون اليوم بخطاب تبريري للفساد ولا يترددون في اتهام المجتمع بصناعة الفساد  وان أفراد المجتمع جبلوا جميعهم على بيع الضمير والإرادة ، والصوت لديهم بضاعة صالحة للتسويق ولا غير في زمن الانتخابات .هذه الفئة التي لا ترى في نفسها بديلا ، لا حالا ولا استقبالا ،لأسيادها تخشى أن تفقد ما تبقى من ادوار التملق والنفاق ،وتوظف  زمن الانتخابات في زرع الشكوك والفتنة وأسباب الشقاق بين صفوف الجماهير المتطلعة للنيل من سطوة الفاسدين ، فليس في وارد التخمين لديها أن بإمكان الجماهير إحراز النصر و دحر رموز الفساد  ،تلك الرؤية التحقيرية  المزدرية لمشروع التغيير نابعة من ضعف تكوينها وارتمائها مبكرا في  كنف سماسرة الانتخابات فسلبت ما اكتسبت في مسار تنشئتها وتعلمها، وباتت أجسادا مفرغة من أية قيمة تستفز ولا عنوانا ذو معنى  .
إن أرقى ما تصبو إليه هذه الفئة لحظة يتودد لها ولي النعمة ويخصها باللقاء  والسؤال عن الوضع وعن سيرته ومنسوب تأثير آلته الفاسدة المفسدة .وتنال المبتغى حين يمن عليها ولي النعمة بالتكليف بمهمة ، مهمة لا تجد لها قواميس السياسة غير " القوادة السياسية ".ولكم يكون بعضهم فخورا وهو يقتات من مال مسلوب ممتشقا هاتفا حديث النوع برصيد لا ينضب  واكل وشرب مع حضرة ولي النعمة مزهوا  لا مكتئبا بصفة القواد التي يحمل . هذه الإمعات هي من دنس شرف منطقة ظلت أبية شامخة ممانعة  ، حتى صارت تطاردها الأشباح وتحولها في موسم الانتخابات إلى وكر مكشوف "للدعارة السياسية"،فبمناسبة انتخاب أعضاء الجهة للفترة التي تنتهي ولايتها حاليا ، كان أعضاء المجالس المنتخبة يقدمون في جلسات المجون الانتخابي بضائع للمزايدة بين السماسرة ، ولأنهم دنسوا شرف منطقة وحولوها إلى ماخور انتخابي،صاروا في قاموس السماسرة يحملون صفات المومس التي تبيع جسدها ألف مرة في اليوم.أليست الحقيقة المرة أن من يبيع صوته ويأخذ المقابل عند أكثر من زبون  كمن يبيع جسده قبل ضميره وعقله وروحه .


ضد هذه التركيبة وهذه الأصناف تعلو أصوات الرفض من الشرفاء  في لعوينات والزاك والمحبس والبيرات وتويزكي وأسا،يحملون برنامج تحرير المنطقة من براثين الفساد التي ألمت بها وانغرست في أعماقها في اكبر
عملية سطو على حق المواطنات والمواطنين ، الذين خبروا حرقة الشمس أيام الصيف في الوقفات والاعتصامات  وقسوة الضربات التي تحكي تضاريس أجسادهم تفاصيلها ، وبرودة الزنازين  وغلظة الجلادين في السجون التي مر بعضهم منها ،مواطنون يستحقون استرجاع كرامتهم وأنفتهم، مواطنون لا يرضيهم الفتات من حقهم المسلوب ولا يقبلون استجداء رموز الفساد . مواطنون وليسوا جيفا تقتات من لحومها الغربان والضباع ، مواطنون واعون بان ميزانية العمالة أو الجماعة أو صندوق الإنعاش الوطني وكل الأموال المحولة من الميزانية العامة لفائدة إقليم اسا الزاك ، هي أموال عمومية موجهة لتصرف وفق ما يخدم ساكنة الإقليم من تصورات ورؤى ذات قيمة . مواطنون انتدبوا أشخاصا تناسوا أنهم منتدبون فقط لتصريف إرادة المواطنين ، فتمثلوا لأنفسهم دور السيد والإقطاعي وأول ما يقدمون عليه هو قطع حبل الصلة بالمواطنين واقتباس قاموس الحاكم المتسلط للدوس على كرامة المواطن ومن ثمة إخضاعه بأساليب الترغيب والترهيب ،أو ليست حوادث الشيكات والاقتراض بالفوائد خارج أية معايير قانونية أو أخلاقية ، ماثلة لتقيم دليل تلبس واثبات  بما يقتضي محاكمة شعبية قبل حكم صناديق الاقتراع ؟.  
إن استرجاع الكرامة هي معركة الجميع ، فلا سبيل للنهوض بتنمية منطقة لا تزال تداس فيها كرامة الآدميين، أوليست اهانة للمواطن واستهزاء بقواه الإدراكية، لما يتسلم وظيفة أو يستفيد من إعانة أو دعم فلا ينظر لها إلا على سبيل هبة من "السيد الرئيس" أو "السيد النائب البرلماني" يمنها في أول ضائقة ، ثم ماذا عن قمة السخرية بذكاء الشباب حين تحول مجهودات وتضحيات الطامحين من الشباب المقاول لمضاعفة ثروات بعض أولئك الأعيان في شكل أرباح فوائد عن ديون الضمانات المعلومة  أو تبييض سجل الرئيس الفلاني وتلميع صورة آخر  لما "أسبغه من كريم عنايته وأغدقه  من ثمين وقت مقتطع من مشاويره لانجاز" صناعة النخبة الاقتصادية الجديدة الماركة المسجلة  باسمه  " ، وهكذا يستمر مسلسل اهانة وتسفيه ذكاء المواطنين  في ظل حصانة وإفلات دائمين من المحاسبة .  
إن الإحساس بالظلم هو الثروة الوحيدة الموزعة  توزيعا عادلا  بإقليم اسا الزاك وبين كل فئاته ،  ولرفع الظلم  ليس من ضامن إلا الإنسان  المؤمن بكينونته البشرية  والمؤمن بصنوف حقوقه الأساسية  ، مدنية وسياسية ، اجتماعية واقتصادية وثقافية ، الإنسان المؤمن بمسؤوليته في التغيير وجدارته بوضع أفضل .  
إن التغيير ممكن وليس حلما بعيد المنال ،لكن يشترط الالتزام والمسؤولية، وليس من قادر على الاضطلاع بمهمة شائكة كالتي نعني  غير الشباب الواعي المدرك لضرورة التأسيس لمجتمع البنى المدنية ، مجتمع يقطع مع الأساليب والأنماط الراعية للفساد ، مجتمع يدفع بشبابه الواعي المسؤول إلى تقلد مهام التغيير في المجالس المنتخبة كما في الجمعيات ، مجتمع يلفظ أشكال التصويت الماضوية وينهي زمن الريع السياسي ويمنح الصوت للكفاءة الملتزمة المقيدة بالمحاسبة ، إذاك سنؤسس جميعا أعرافا ديمقراطية جديدة لتتبارى البرامج وتتقوى سلطة المجتمع بما يدعم تحرره وتقدمه  .
إننا بالتأكيد ، لسنا ندعي  امتلاك مفاتيح حل كل الأبواب الموصدة أمام التحرر والتقدم الذي ننشده ،لكننا كشباب أرهقه الانتظار وتحاصره الاختيارات النابعة من تعدد المناهل والتجارب التي مر منها ، نستحضر جملة التقاطعات القائمة ونضج الحس الكفاحي لدى أجيال الشباب المتلاحقة والتي تشكل قوة عددية ونوعية من تلاميذ الثانويات وطلبة الجامعات ومعطلين وأساتذة ومعلمين وباحثين وموظفين  من ليبراليين وإسلاميين ويساريين وصحراويين ثوريين ، للتأكيد على القول   إننا نحن الشباب ....... نعم نستطيــــــــــــــع .
نستطيع بما نراه من إمكانات يوفرها المناخ العام  الذي أطلق نسائمه الربيع العربي وأرخى بظلاله على عموم  الخريطة العربية ، فكما لم يعد مستحيلا تغيير أنظمة أدمنت حكم الاستبداد وقهر الشعوب ،أضحى من العبث أن تراهن القوى المقاومة للتغيير بمنطقتنا على آليات الريع الاقتصادي والسياسي وحتى الاجتماعي  لتحصين مواقعها . فالزمن الانتخابي  يصبح ذا مدلول في ظل موجة المتغيرات التي ولا شك أنها تؤسس لمرحلة جديدة عبر مداخل تستوجب التوقف قبل الدخول في غمار معركة التغيير .
إن إسقاط الفساد والحكم على رموزه بالرحيل بات يتعدى كونه مطلبا وشعارا يرفعه المتظاهرون إلى مشروع مجتمعي يستدعي همة وتحدي القوى المتطلعة إلى لعب الدور الطلائعي في إنقاذ مجتمعها  ، والانخراط في سباق ضد الزمن لأجل خلق تكتل قادر على حسم معارك التمثيليات الانتخابية في كافة الاستحقاقات القادمة .
إن الانطلاق من كون الجماعات المحلية بالإقليم شكلت لعقود بؤر فساد تعيد إنتاج وتفريخ النخب الفاسدة ،أمر يستوفي الحق في ضرورة التصدي لعودة تلك الرموز إلى مواقع التسيير ، وليس من إمكانية لذلك غير التجند ومن داخل كل جماعة بالإقليم لتحرير لوائح الناخبين من قبضة شرذمة الفساد .
وبالرجوع إلى معطى إسناد رئاسة اللجن الإدارية بالجماعات إلى قضاة ،يكون من الأهمية بمكان ايلاء كامل العناية والاهتمام بمدخل مراجعة اللوائح الانتخابية ،والحرص على عدم تفويت الفرصة من اجل التدقيق في المسجلين ورفع الشكاوي والظلمات والطعون في آجالها  والدفع بالتسجيلات الجديدة  في إطار المسؤولية الملقاة على الجميع.
إن التغيير المنشود يظل رهينا بمدى الاستعداد الذي تبديه الطاقات الشابة بمختلف مشاربها ، للانخراط في تعبئة  شاملة تستهدف أوسع شرائح المجتمع ، والمساهمة في اغناء أرضية المشروع بتصورات وأفكار ترسم خارطة طريق بالبرنامج الانتخابي العام  لدخول الاستحقاقات التشريعية والجهوية والجماعية ،ويضع حدا لزمن مصادرة  الإرادات وتكبيل الطاقات .


   
شارك هذا المقال :

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 
الدعم : تصميم الموقع | Johny Templateبناءا على تصميم | موقع أسا الزاك
Copyright © 2011. أسا 24 - جميع الحقوق محفوضة
facebook page AssA ZaG
twiter page AssA24