محمد الكبش –اسا  الزاك

  هي ثورة اهتز لها الاقليم ككل بل والصحراء ان لم نقل المغرب، في بدايتها رقي و تفنن و أبهى الحلل لأشكال     نضالية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها راقية، و تنذر بصيف أيتوسيّ بعد ربيع عربي ، احتجاج فعصيان مدني   فزحف شبابي تدفع به رياح السخط و الغضب الى معقل الأسلاف و الأجداد القلعة الصامدة أسا، يؤطره شباب لهم من العزيمة والارادة زاد وفير و من الخبرة و حسن التدبير أقنعت الصغير و الكبير ، بأنه لا شيء سيحل الأزمة الا الزحف و الرحيل و لا شيء سوى الرحيل، فلا أمل في مجلس بالمطالب يستهين و لا خير في سلطة تقمع وتدين، فكان ما كان وبدأ الزحف والمسير رغم أن الطريق شاق وعسير ولا يدري أحد ما المصير، و بدأت بذلك تتضح مخالب و أنياب الوحش البصراوي للسلطة و ذلك بالحصار الذي فرض على النازحين و اعتراض مسيرهم لمرات عديدة من قبل قوات أمن هذا الوحش. رغم ذلك وصل النازحون لواد تيغزرت ليقطعو بذلك نصف المسافة لكنهم في الحقيقة بلغوا نصف عمر هذا العمل النضالي ليتحاورو مع من لم يسره قدومهم، فكانت الحصيلة صفر ليعودوا بعد ذلك للميدان و الواقع الذي يبدو قاسيا لنفاذ المؤونة و ندرة المياه والعياء و التعب و الوحدة و الحصار و طول المسافة و قصاوة المناخ و ...لكن تجري الرياح بما لم تشتهي سفن أبوزيد، فواصل الأبطال زحفهم بعد دعم انساني من ذوي الضمائر الحية قادمين من القلعة أسا و الواعون بقدر ما أقدم عليه النازحون الصحراويون بمدشر الزاك الغراء . فوصلوا لوادي درعة، لتبدأ بذلك أصوار القلعة بالظهور و أقترب النازحون من الوصول ليس الى القلعة لكن الى النهاية ، نهاية هذا العرس النضالي بفعل شراسة الوحش البصراوي و أعوانه ، فبدأ تفكيك ما بناه النازحون من أمال و أحلام يرونها قد تزيل سواد الحزن عن سماء الزاك و ذلك بمطاردة النازحين المنهكين و تم اعتقال ستة أفراد ليكونوا أداة يساوم بها أبوزيد للتفاوض أو لإجبار النازحين على الحوار الذي يرفضونه بعد عدم جدية الحوار الأول.
 هنا تدخل بعض  أعضاء المجلس البلدي من من يمكن وصفهم بالمعارضة في الزاك و ذلك ليمنحوا أبوزيد شرف حمل سافرة النهاية ، لأسباب قد يجدونها في صالح النازحين اللذين لا حول لهم و لا قوة و قد يجدها البعض لخدمة مصالحهم  الانتخابية و التحضير لعهد جديد بالزاك.فلم يبقى للنازحين سوى قبول الحوار الذي سيضع حدا لما عانوه طيلة أيام مضت، فكانت نتيجة الحوار وعود بتلبية مطالب النازحين و التعجيل بذلك، و أمام ما مر به النازحون من حصار و قمع و اعتقال و حسن مشاهدة وتفرج ساكنة القلعة أسا و صمتهم بفعل حملة اعتقالات في صفوف الشباب، وجد النازحون نفسهم ينفردون بمواجهة الوحش البصراوي للسلطة  فقبلوا بنتيجة الحوار و التي في الحقيقة تعادل الصفر ليعود بذلك النازحون بخفي حنين، لأنه في الواقع من بين المطالب التي تحظى باهتمام كبير لدى النازحين هي : قدوم لجنة من المجلس الأعلى للحسابات للتحقيق في ملفات الفساد بالمنطقة و هذا يتطلب أولا قدوم لجنة جهوية بعد مجموعة من المساطر القانونية و التي ترفع تقريرها للمجلس الأعلى للحسابات الذي يرسل لجنة أخرى للتحقيق و هذا يتطلب وقتا كبيرا، ومن بين المطالب فتح فرع لمندوبية الانعاش و هذا يتطلب وقتا أيضا و فتح المركز الصحي و ... كل هاته المطالب تتطلب وقتا ، و هذا الوقت أو أقل منه سيكون فيه عامل الاقليم قد غادر الاقليم لأن حركة تعيين رجال السلطة وشيكة وبالتالي يكون ولد دحمان قد أكمل مرحلته التي سير فيها الشأن الداخلي لقبائل أيتوسى على هواه. و يسلم المشعل للعامل الجديد ، لتستمر معاناة ساكنة الزاك . و المتتبع للوضع يجد بأن أبوزيد قد تأكد من أن كل ما في الأمر هو خلاف بين الأعضاء أو صراع حول كرسي رئاسة المجلس البلدي، فقام باستدعاء ما يسمى بفريق المعارضة و توصل معهم لحل يرضيه و يرضيهم على حساب معاناة المواطن الحر بالزاك، و ما يثبت صحة كلامي هو ترحيب أبوزيد بلجنة الأعضاء و قوله بأنها أفضل من سابقتها ، وذلك لكونها تتقن فن الاتجار_ وهذا ليس بالجديد لأن فيها أشخاص باعوا معارك سابقة_ ويمكن التوصل معهم لحل تغلب فيه المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
للأسف لم نكن نتمنى هاته النهاية لمثل هذا العرس النضالي الذي كان سيغير من واقع المنطقة الكثير ، وسيفتح ملفات أخرى قد تقلب موازين القوى. لكن يكفينا أن التاريخ يسجل و قد سجل اليوم ملحمة بوطولية قادها أبطال الزاك الشجعان، و يسجل أيضا عمل كل من ارتد وخان، فلا يهمكم يا أهل الزاك فانه من الخطأ يتعلم الانسان.


شارك هذا المقال :

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 
الدعم : تصميم الموقع | Johny Templateبناءا على تصميم | موقع أسا الزاك
Copyright © 2011. أسا 24 - جميع الحقوق محفوضة
facebook page AssA ZaG
twiter page AssA24