الرئيسية »
» تقرير حول " موسم طانطان في نسخته الثامن "
تقرير حول " موسم طانطان في نسخته الثامن "
طانطان
في سنة 2004 صنفت اليونسكو موسم طانطان باعتباره تراثا إنسانيا غير مادي وذلك بموجب المعاهدة الدولية المعنونة ب " الاتفاقية الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والتراث غير المادي وفق التعريف الوارد في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي: -مجمل الإبداعات الثقافية التقليدية والشعبية المنبثقة عن جماعة ما والمنقولة عبر التقاليد ومنها مثلا اللغات والقصص والحكايات والموسيقى والرقص وفنون الرياضة القتالية والمهرجانات والطب وحتى فن الطهي - ويعود تنظيم الموسم السنوي طانطان إلى بداية الستينيات من القرن الماضي حيث كان يعتبر ملتقى للقوافل التجارية ولتجمع الرحل الذين يجوبون الصحراء الكبرى وكان يختزن الكثير من عبق التاريخ ويعكس حقا تراثا بشريا يؤرخ لنمط عيش وقيم البدو الرحل وذلك بفعل العفوية ثم تعهد الرحل أنفسهم بتنظيمه والإشراف عليه وقد عكس بصدق في تلك السنين الخوالي جانبا مهما من بنية مجتمع الرحل وأنماط تفكيرهم وسلوكهم وما راكمته الذاكرة الشعبية مما هو متأصل في الوعي الجمعي للبدو الرحل وما إلى ذلك من القضايا الجوهرية التي تمس حياتهم اليومية.
والواقع انه وللسنة الثامنة على التوالي لم تسجل أية قيمة مضافة في إحياء هذا التراث بل الخطير في الأمر هو مايلحقه من تشويه لمظاهره الأصيلة يأتي على جماليته ودلالاته الرمزية والتاريخية من خلال الكثير من المظاهر المقحمة والتي لاتخدم التراث بل تسيء إليه وتمسخ وجهه الأصيل, وفي ذلك الكثير من العبث بالوجدان والهوية التاريخية لساكنة المنطقة وإجهاز على حقوقها الثقافية الأمر الذي يتنافى ومضامين اتفاقية حماية التراث العالمي والثقافي الطبيعي الصادرة سنة 1972وكذا مضامين اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي أقرتها اليونسكو سنة2003.
إن هاجس البروتوكول ونوعية وجنسيات الضيوف هما المحتفى بهما على حساب تراث إنساني لحقه الكثير من الاختزال في أنماط مبتذلة محنطة لاروح فيها أساءت إلى جوهره الحقيقي فالتناول الضحل والمشوه للتراث الحق به الكثير من التشويه والمسخ, ففي الوقت الذي يتهافت الجميع سلطة - وجمعيات تنسب للمجتمع المدني انشات أصلا على المقاس – على الظفر بكعكة الميزانية الدسمة التي ترصد لهذه التظاهرة يضيع التراث روحا ورمزية بسبب الارتجال وإشراف أناس لاعلاقة لهم به فقد تحول الموسم إلى رهان سنوي لقناصة الفرص وسماسرة الحفلات المتخصصين في نهب المال العام وفي التفنن في تحويل وجهته إلى الجيوب والأرصدة الخاصة إن إصرار القيمين على أمر الموسم السنوي على تجاهل توصية اليونسكو بإسناد إدارته وتنظيمه إلى جمعية خاصة تتكون من أطياف المجتمع المدني المحلي لكي يحظى بالدعم من لدن هذه المؤسسة الدولية هذا الإصرار بالتجاهل يثير الكثير من علامات الاستفهام ويفرض على الجهات المختصة التدخل من اجل البحث في أوجه صرف الأموال الطائلة التي ترصد سنويا ولا يرى منها الإقليم الأثر .
تقرير فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطانطان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire