الرئيسية » » جمعة وادي درعة...

جمعة وادي درعة...

بعدما دب خبر التدخل السافر على ما بقي من المرابطين في وادي درعة هذا اليوم ، هرع بعض أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الانسان إلى عين المكان و أول ما صادفهم إمرأتين تتكلمان بحرقة الأولى تستفهم"أين هم الرجال و النساء يعتدى عليهم، أين الهيئات ، و أين المنتخبين؟" والثانية تقول وهي محاطة بالعشرات من عناصر القوات المساعدة و الدرك"اعدومنا ،قتلونا" و اللتان تمددتا بالقرب من سيارات إسعاف تابعة للوقاية المدنية..

توجه الأعضاء الثلاثة إلى تجمع أصحاب الكسوة الخضراء و الزرقاء الداكنة مستفهمين عن قائدهم ، فجاء جواب من أحدهم لعله ضابط من الدرك "نحن هنا جئنا لنستعمل القوة لمنع تظاهر غير مرخص له؟ و بالقرب منا كان ضابط من "لمخازنية" يلعب بطريقة هستيرية و استفزازيةب"العصا البلاستيكية السوداء" . ولما يأسنا بعدما وجود مخاطب، توجهنا إلى المجموعة الأكبر من الزاحفين فوق تلة تلحف أجسادهم الشمس ، وفي أماكن متفرقة تجد نساء يستظلون تحت شجرة العنفوان "الطلح".

وبعد الحديث مع بعضهم الذي ظهر على ملامحهم العطش والعياء و السؤال عن الأحوال ، قرر الأعضاء الثلاثة أتوجه إلى عامل الاقليم ، لطلبه بالسماح للمحتجين الدخول في الوادي حتى لايكونوا عرضة للعطش، وعند وصولنا على الساعة الواحدة و أربعين دقيقة وجدنا عمالة الاقليم خاوية على عروشها باستثناء "مخزني" واحد الذي أسر لنا بوجود العامل داخل مكتبه ولم يذهب لأداء صلاة الجمعة، كما أننا لم نصليها -الواجب الانساني و الواجب الديني جدلية أيهما أولى- وعند مرور نصف ساعة أرسلت لنا الأقدار قائد "ديجي" ليخبر العامل أننا نريد لقاء معه، 

وهكذا دلفنا الى مكتب العامل ليبدأ الحديث عن التعامل الإنساني مع حالة الهلع التي تركها تدخل القوات، و في أتون كلامه أكد أن هناك تيارات تتصارع و أنه ينسق مع لجنة تمثل المنتخبين و الهيئات النقابية بالزاك كما ذكر بالمطالب التي وعد لجنة الحوار الأولى على تلبيتها، وأعاب أن العناصر المشكلة للجنة غير مسؤولة. و أظهر أن بابه مفتوح للحوار مع لجنة تتشكل من منتخبين و هيئات، و قبل الخروج أسر أنه قد وصله أن بعض الجمعية ذهبوا الى المعتصم-قرب لقهيوات- و اقترحوا على الزاحفين أن يرفعوا اعلام الجبهة بدل أعلام المغرب إدا أرادوا المؤزارة من الجمعية - وهنا يظهر أن تصفية الحسابات و لوك اللسان هو ما يبرع فيه البعض- وبالقرب من الباب وعد الأعضاء الثلاثة بالعمل على إطلاق سراح المعتقلين الستة.

و للمرة الثانية توجهت بنا السيارة إلى المعتصم بعدما أخدنا ثلاثة مجموعات من قنينات الماء -كل مجموعة بها 24 قنينة-و ثلاث رايبي و ثلاثة مريندينا غذاء لنا. وفي الطريق زمر من الأطفال والشباب تلتحق بالمعترك غيرآبهين بحر الشمس،وعند الوادي مناظر أخرى إنتشار عناصر الأمن تحت الأشجار منهم من يشرب الشاي، ومنهم من أخدتهم سنة من النوم. وفي الواجهة الثانية شباب -آثار وهج الشمس ترك على الوجوه ندب سوداء- بدأوا يتسلمون إمدادات من الماء و الطعام ، وفي اللحظة ذاتها وقفت سيارة تحمل ما أطلق عليه المعارضة(5 منتخبين... بعد نقاش مع بعض شباب المعتصم و الإدلاء ببعض التوجيهات ، التي تبعد الجمعية من أن تخندق نفسها داخل أجندة تحسب عليها ، وحتى لا نخلق لأصحاب الظنون السيئة فرصة اللوك عند موائد الشاي أو الطعام... لم أكتب أشياء أخرى سنتركها لتاريخ... وإلى حدود هذه السطور ماذا بعد هذا التدخل وهذه الخطوة...؟
شارك هذا المقال :

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 
الدعم : تصميم الموقع | Johny Templateبناءا على تصميم | موقع أسا الزاك
Copyright © 2011. أسا 24 - جميع الحقوق محفوضة
facebook page AssA ZaG
twiter page AssA24