الرئيسية » » إعفاء بدون مبرر

إعفاء بدون مبرر

مدونة تيحونا : مواطن من الزاك
حدث فريد من نوعه تتداوله الألسن هده الأيام بإقليم أسا الزاك,هذا الحدث و لمن فاته الخبر , يتمثل في الإعفاء الغير مبرر الذي تعرض له باشا مدينة الزاك من طرف عامل الإقليم,لا لشيء إلا لأنه حاول الوقوف ضد الفساد و الظلم المنتشرين في هذه البلدة وفق ما يمليه عليه ضميره و وفق ما يفرضه عليه القانون.
لقد حاول السيد الباشا المعفى منذ قدومه إلى بلدية الزاك معالجة بعض الظواهر المرضية التي كانت و ما تزال منتشرة بهذه المنطقة , و التي أرقت ساكنتها التي لم يكن لها حول و لا قوة تساعدها على تجاوزها. لعل ابرز هذه الظواهر ظاهرة "الإنزال" التي تعرفها اللوائح الانتخابية و التي جعلت مصير الشأن المحلي للزاك بين يدي هيئة ناخبة لا علاقة لها بالمنطقة , بل لا غيرة لها عليها, و حال البلدة هنا خير شاهد على هذا. ينضاف إلى هذه الظاهرة ,الخروقات التي تعرفها عملية توزيع العلف المدعم و التي يستغلها رئيس المجلس البلدي للزاك أيما استغلال لجلب الأصوات أو لمعاقبة من خالف الموعد ولم يصوت عليه بحرمانه من حصته.
إن الخطوات التي أقدم عليها السيد الباشا في هذا الصدد كانت جريئة , فبفضله تم التشطيب , بقوة القانون , على العديد من الناخبين (حوالي 114ناخب) الذين لا  تربطهم  أية صلة بمدينة الزاك . و بفضله شهدت عملية توزيع العلف المدعم شفافية لم تعرفها من قبل , وبفضله تم الكشف عن العديد من الخروقات التي يعرفها التسيير المالي لبلدية الزاك. هذه الأمور و غيرها , لقيت استحسانا لدى ساكنة هذه البلدة التي استبشرت خيرا بحضور هذا النوع و هذه الطينة من رجال السلطة.لكن تجري الرياح عكس ما تشتهيه السفن , إذ سرعان ما سيتم إعفاء السيد الباشا من طرف عامل صاحب الجلالة على إقليم أسا – الزاك و هو الأمر الذي استغرب له سكان المنطقة و حملوا عامل الإقليم المسؤولية عن ذلك.
إن حدث إعفاء باشا مدينة الزاك يجعلنا نتأكد من أن التغيير في هذه المنطقة أمر صعب لان الفساد متجدر فيها حتى النخاع , و اللوم هنا كل اللوم يقع على عاتق عامل الإقليم لكونه المسؤول الأول الملزم بحماية المواطنين و محاربة المفسدين لا بإخلاء سبيلهم.إلا أن المتتبع هنا يطرح تساؤلا عريضا مفاده: كيف لعامل لم يستطع حماية الموظفين التابعين له أن يحمي باقي المواطنين ؟
إن مثل هذا الحدث يجعلنا نشك أيضا في مدى صحة قولة " المغرب دولة الحق و القانون " التي كثيرا ما رددها و تغنى بها المسؤولون عن تدبير شؤون هذا الوطن , كما يجعلنا نتذكر بمرارة فترات من الزمن مرت على تاريخ المغرب ساد فيها الظلم و الفساد و معاقبة الشرفاء و مكافأة العملاء , و غاب فيها العدل و القانون و النزاهة و الشفافية , فترات كان الحكم فيها سلطويا أكثر من اللازم بل " دكتاتوريا " و هذا اقل وصف يمكن أن يعطى له .





شارك هذا المقال :

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 
الدعم : تصميم الموقع | Johny Templateبناءا على تصميم | موقع أسا الزاك
Copyright © 2011. أسا 24 - جميع الحقوق محفوضة
facebook page AssA ZaG
twiter page AssA24